المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

تعرف ماذا قال أدونيس عن اتهامه بالدفاع عن نظام الأسد؟ (ترجمة خاصة لأنا برس)

 
   
15:26


تعرف ماذا قال أدونيس عن اتهامه بالدفاع عن نظام الأسد؟ (ترجمة خاصة لأنا برس)

أجرت صحيفة "الزايت" الألمانيّة الشهيرة حوارًا صحافيًا مع الشاعر السوري أدونيس الحائز على جائزة ريمارك للسلام، الذي جرت العادة أن يهاجمه مثقفون سوريون، بوصفه مؤيداً للأسد.

وأدلى الشاعر العربي الشهير بدلوه للمرة الأولى في هذا الشأن، في ذلك الحوار الذي ترجمته "أنا برس" للعربية.

أدونيس، الشاعر السوري الذي يعيش في منفاه الباريسي منذ 30 عامًا، سيتسلم جائزة "إيريش ماريا ريمارك" للسلام من قبل مدينة "أسنابروك" في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، غير أنَّ الصحافة الألمانية تشهد نقداً عنيفاً لتكريم الكاتب البالغ من العمر 85 عاماً، والذي يُعَدُّ من عِظام شعراء العالم الأحياء. يزعم كلُّ من الفيلسوف السوري "صادق جلال العظم"، والكاتب السوري "ياسين الحاج صالح"، أنَّ أدونيس لا يستحقُّ جائزةً من هذا النوع، لأنَّه مُحارب للأسد، وعدو للفكر التنويري الليبرالي. أيضا "نافيد كرماني"، الحاصِل على جائزة السلام الممنوحة من قبل بورسة الكتاب الألماني لهذا العام، رفض إلقاء الخطاب التكريمي في حفل تسليم الجائزة.

*يتهمونك في الصحافة الألمانية بالدفاع عن نظام بشار الأسد، هل هناك ما يصحّ في هذه الاتهامات؟.

-على الإطلاق! من يزعم ذلك لا يقرأ، قراءةُ أحدٍ ما شرط مهاجمته، قبل عام وجّهتُ انتقادات جذرية لنظام الأسد في كتاب نشرته في فرنسا قبل عام بعنوان (Printemps arabes: Religion et révolution)ØŒ وهو متاح للجميع. على من يتهمني بدعم النظام أن يريني سطراً أو جملة واحدة تشهد على ذلك. غادرت سوريا عام 1956ØŒ وعندما فصلني حزب البعث من اتحاد الكتاب السوريين، كان الجميع لا يزالون هناك ولم يتفوّهوا بشيء، من يهاجمني الآن، يريد مني الخضوع السياسي على نحو يذكر بمفاهيم القرون الوسطى، أنا كاتب، غير أن لي أيضاً روحاً قتالية، ولا أقدم الولاء لأحد.

*بماذا ترد على منتقديك؟.

-أقترح على من يهاجمني إطلاق نداء من أجل مجتمع سوري جديد، ويجب أن يتضمن هذا النداء المبادئ التالية: العلمانية وفصل الدين عن السياسة والثقافة والمجتمع، وتحرير المرأة الكامل من تقييدات الشريعة، وإحلال الديمقراطية التي تحترم حقوق الإنسان، والأقليات، واحترام حقوق المواطنة، بصرف النظر عن الخلفية الإثنية والدينية، والاستقلال عن القوى الأجنبية، وثورة غير عنيفة، عندما يطرح نقادي الكرام هكذا نداء، سأوقع عليه فوراً.

*ماذا كان فحوى انتقادك للأسد في كتابك ((Printemps arabes: Religion et révolution))ØŸ

-لا أنتقد الأسد، بل نظامه الذي آل إلى توحيد سياسي، ليس في حقيقته سوى إطالة للتوحيد الديني، أنا عدو جذري لكل دين مُمأسَس.

*في رسالتك المفتوحة التي وجهتها إلى الأسد، والمنشورة في كتابك المشار إليه وصفته بـ «Ø§Ù„رئيس المنتخب». إنه حقاً لفظ غريب.

-في النهاية هو لم يأت إلى السلطة عبر انقلاب.

*وكذلك ليس عبر انتخابات ديمقراطية.

-لم يطعن أحد في شرعيته عندما قدم إلى السلطة، لقد انتخبه حزب البعث، دونما أي اعتراض من قبل فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا على ذلك، الكل قبل به، كما أن كلمة «Ù…نتخب» كانت هي الكلمة الرائجة في ذلك السياق، ولكن ما معنى ذلك؟ حتى لو وضع «Ø§Ù†ØªØ®Ø§Ø¨Ù‡» بين قوسين فهذا لا يغير من معارضتي له شيئا.

*يتهمك الفيلسوف السوري "صادق العظم"ØŒ  بأنك أيدت الخميني أيام الثورة الإيرانية.

-لكنه ينسى أن يذكر أنني كنت أشترك في ذلك مع مفكرين كبار، كـ "فوكو" و"تشومسكي" وآخرين كثير، الثورة الإيرانية كانت ضد الطاغية فقط، أنا لا أزال إلى جانب الشعب، لكنني حتى في ذلك الوقت كنت ضد الدولة الدينية، وهو ما صرّحت به، قلت إنّ على المرء أن يخشى أولئك المعمَّمين العنيفين في إيران مستقبلاً، من يغفل هذا الآن هو مفترٍ وكاذب.

*هل يعني هذا أنك لم تلُذ بالصمت في قضية "سلمان رشدي"، كما يزعم زملاؤك السوريون في الصحافة الألمانية؟

-على الإطلاق، كنا نريد نشر دفاعه في مجلتي آنذاك، غير أن الناشر رفض ذلك، لا يجوز أن ننسى الدور الراسخ للرقابة في الثقافة العربية، هذا يصعّب عملية الإصلاح في البلدان العربية، فشرط هذا الإصلاح هو تغيير الثقافة والمجتمع بأكملهما.

*إذا كانت تعرية الحملات التي تشن ضدك بهذه السهولة، فلماذا تتم مهاجمتك بهذا الشدة في الصحافة الألمانية؟

-نقادي يعملون في الحقل السياسي ويسعون إلى إسقاط النظام، أما أنا فأعتقد أن إسقاط النظام لن يقود إلى شيء، طالما لم يتم إصلاح المجتمع العربي الذي يعتمد عليه النظام، هنا يكمن الخلاف معهم.

*كيف ينبغي إذن إصلاح سوريا إذا لم يكن ذلك عن طريق إسقاط الأسد؟

-لا بد من انتخابات نزيهة ترعاها الأمم المتحدة، الشعب يقرر من يحكمه، وليس الفلاسفة.

*لكن خُمس هذا الشعب نزح من البلاد.

-عندها يجب أن يتم الإنتخاب بمن بقي في البلاد.